جيلي تنضم إلى قافلة القيادة الذاتية بمفاهيم مبتكرة

تنهمك شركات صناعة السيارات في الصين منذ سنوات في تطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية، وهي تحاول رسم آفاق أكثر تميزا من نظيراتها في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا وكوريا الجنوبية لجعل الاستمتاع بتجربة التنقل أكثر راحة ورفاهية وسلامة.
هانغتشو (الصين) - اتخذ السباق على المركبات الذكية بعدا جديدا مع ركوب شركة جيلي الصينية هذه الموجة حينما كشفت مؤخرا عن ملامح طراز لا يحتاج إلى سائق حتى يقوم بتوجيهه.
وضمن سعيها لتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، سمحت الصين بتصنيع واختبار المركبات ذاتية القيادة، فيما تعمل الجهات التنظيمية على وضع اللوائح التي تنظم استخدام هذه التكنولوجيا وتضمن سلامة مستخدميها.
ومنذ الظهور الأول لمفهوم المركبات آلية القيادة، لم يتوقّف الجدل بين المتفائلين بها والمتخوفين منها، لكنها استمرت حتى في ظل التكاليف الباهظة اليوم في التطور، مثيرة المزيد من التساؤلات حول ما إذا كانت ستصبح حقيقة واقعية.
وبحسب منصة "كار سكوبز" المتخصصة في السيارات، فقد نشرت شركة زيكر المملوكة لشركة جيلي صورا ومقاطع فيديو جديدة لمركبة الروبوت الخاصة بها، والتي يطلق عليها مفهوم أم- فيجن، والتي تمت معاينتها في العروض العام الماضي.
وقالت المنصة إنه "تم اكتشاف نماذج أولية مموهة زيكر ربوتاكسي أثناء اختبارها في السويد من قبل مصوري التجسس لدينا مما يعني أن إصدار الإنتاج النهائي يقترب".
وبدأت تصورات المهندسين والصممين مجرد أفكار داخل مختبرات جيلي وزيكر، لكنها بدأت تتحقق فعليا في الواقع دون إبداء أي اكتراث للمشاكل الجانبية المتوقع أن يخلفها اقتحامها هذه الصناعة والتي لا تزال الشكوك مسيطرة على القيادة دون سائق.
وتستخدم هذه السيارة الأحدث ضمن محاولات المصنعين في الصين، الكاميرات وأجهزة الاستشعار والروبوتات والذكاء الصناعي لقيادة ناعمة وسلسة.
◙ مفهوم زيكر أم - فيجن كونسبت تم تطويره خصيصا للمركبات الروبوتية ومتعددة الأغراض واللوجستية والخدمية
وتعتمد هذه المركبة الكهربائية على بنية أس.إي.أي-أم الجديدة، والتي ستكون جزءا من أسطول شركة وايمو الأميركية، حيث تقدم خدمات نقل الركاب المستقلة في الولايات المتحدة.
وتم تصميم الميني فإن هذه في السويد بواسطة شركة زيكر لغرض وحيد هو "مشاركة الرحلة"، حيث تلغي هذه الجملة إلى حد كبير الشائعات حول إمكانية تقديمها كسيارة خاصة.
ويبدو مفهوم زيكر أم- فيجن حديثا تماما مع صورة ظلية أنيقة وسطح نظيف ووحدات إضاءة ليد مدمجة في امتدادات الزجاج الأمامي والخلفي ومقابض الأبواب المتدفقة.
وليس ذلك فحسب، بل يتمتع الإصدار الاختباري بمجموعة من أجهزة الاستشعار لنظام أي.دي.أي.أس المتطور المثبت على السطح والمصدات ولوحات الربع الخلفي.
وتوفر مجموعة الأبواب المنزلقة الكبيرة وصولا سهلا إلى المقصورة مع عدم وجود أعمدة مما يعطي الراكبين كمية متعة وراحة أكبر مما يتوقعون.
وما يميز الصندوق الذكي المتنقل أنه عندما يقترب الراكب من السيارة تضيء مقابض الأبواب المتدفقة وتفتح الأبواب بلمسة واحدة.
وفي الداخل، لا توجد عجلة قيادة، لذا فإن جميع المقاعد الخمسة مخصصة للركاب. وتتمتع لوحة العدادات بمظهر مستقبلي مع شاشة كبيرة في المنتصف ومكبرات صوت على الجانبين وفتحات تهوية مخفية، بينما المقاعد منجدة بالصوف والأقمشة.
ويمكن تكوين التصميم المكون من صفين بالطريقة التقليدية المواجهة للأمام، ومع ذلك، يمكن للمقاعد الأمامية أن تدور 180 درجة لتخلق جوا في غرفة المعيشة جنبا إلى جنب مع الطاولات القابلة للطي والشاشات الكبيرة.
وتقول شركة زيكر إن هذا مكان للترفيه عن الأصدقاء والعمل وعقد الاجتماعات وإنهاء الواجبات المنزلية للطلاب، ومشاهدة عروض الأفلام والاسترخاء أو حتى النوم.
ووفقا لجيلي، فإن منصة أس.إي.أي-أم الجديدة هي نسخة منقحة من بنية التجربة المستدامة، التي تدعم بالفعل نماذج فولفو وبوليستار ولوتس.
وتم تطوير هذا الطراز خصيصا للمركبة التي تقود نفسها بنفسها وفق خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والمركبات متعددة الأغراض، والمركبات اللوجستية وعمليات الشحن وغيرها مع قاعدة عجلات تتراوح بين 106.3 و129.9 بوصة.
◙ مجموعة الأبواب المنزلقة توفر وصولا سهلا إلى المقصورة مع عدم وجود أعمدة مما يعطي الراكبين كمية متعة وراحة
وحتى الآن لم تكشف الشركة الصينية عن المواصفات الفنية عن المحركات الكهربائية أو البطارية التي قالت إنه سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق، وربما يكون خلال الأشهر الأولى من العام المقبل.
وقالت زيكر إن "كلاّ من الروبوتات الخاصة بها ستكون قادرة على تغطية ما يصل إلى 500 ألف كيلومتر في غضون خمس سنوات، مع القدرة على القيادة لأكثر من 16 ساعة في اليوم".
وانتقلت نقاشات مصنعي السيارات حول مسألة الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والذي بات يهيمن على القطاع بأكمله، إلى مرحلة متقدمة لا يمكن لأحد التكهن بما ستكون عليه خلال السنوات المقبلة.
وتقوم العديد من شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى مثل بايدو وعلي بابا وتنسنت بالعمل على شراكات لتطوير سيارات ذاتية القيادة مع شركاء مختلفين.
وتركز الشركات المصنعة لتقنيات اتصال السيارات ذاتية التحكم على تحقيق المستوى الرابع لأن المستوى الخامس لم يتمكن أحد وحتى تسلا من إثبات نجاحه حتى الآن رغم التجارب القائمة.
وينظر إلى الشركات الصينية على أنها متخلفة عن شركة وايمو في هذا المضمار، والتي أطلقت خدمة نظام روبوتاكسي ذاتية القيادة في مدينة فونيكس عاصمة ولاية أريزونا الأميركية أواخر 2018.
وتسعى وايمو إلى مواجهة هذا المد الصيني الجارف بعقد شراكات مع عمالقة صناعة السيارات في فرنسا واليابان لانتزاع حصة في سوق آخذة في النمو بسرعة كبيرة.